الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية الـــــــــرأي الــحــــــــــر: خطر عزوف الناخبين عـــــن الـــتـسـجـيـــل

نشر في  02 جويلية 2014  (10:26)

 بقلم: محمد المنصف بن مراد

لو تواصل عزوف المواطنين عن تسجيل أسمائهم لانتخاب الرئيس والبرلمان المقبلين، لمثل ذلك كارثة على مستقبل تونس.. والواقع أنّ هناك عوامل عديدة ساهمت في تراخي المواطنين عن  التوجّه الى مكاتب التسجيل، أوّلها تخوّف التونسيين والتونسيات ممّا اقترفته الأحزاب السياسية التي حكمت البلاد في السنوات الثلاث الأخيرة على نفسها حيث لم تف بوعودها بل على العكس فقد ساعدت على انتشار الارهاب والأوساخ والمحسوبيّة والعنف والتسيّب، كما ساهمت في زعزعة الدولة واغتيال أبرز العارضين واركاع أجزاء من القضاء، وفضلا عن ذلك فقد كانت ضالعة في التهاب الأسعار وتقزيم الدولة التونسية وعرض ميزانية ضخمة و«الجيب فارغ»  وتفشي الرشوة حتى أدركت تونس الانهيار...
إنّ مسؤولية قيادات الترويكا ثابتة رغم تصريحاتها الورديّة والمتفائلة وهي ممنونة، بـ«تونس الجديدة»!
 أمّا الأحزاب الأخرى فأغلبها زجّت بنفسها في حسابات الانتخابات المقبلة ولم تهتمّ بما فيه الكفاية بالمشاكل اليوميّة للمواطن، كما عرفت انقسامات وتصدّعات وكذلك انسحابات  تصبّ كلها في خانة الإعداد للانتخابات بعد أن بات «الكرسي» هو الهاجس الأوحد!
ورغم أنّ الترويكا فرضت نظاما شبه برلماني يقلّص من صلاحيات رئيس الجمهورية فانّ الصراع على كرسي قرطاج لم يعد يطاق.. فعندما تحدّثت النهضة عن مرشّح توافقي غيرت كلّ المعطيات الى درجة أن رأينا الدكتور مصطفى بن جعفر يقبل بأن يكون «المرشّح» علما أنه فقد كلّ شعبيّة، كما انّ المنصف المرزوقي سيكون أسعد الناس لو رشّحته النهضة وساندته قطر،  مع الإشارة الى أنّ السيد نجيب الشابي ـ المناضل العنيد الذي تحدّى النظام البائد ـ فقد بريقه وهو ينتظر أن تسانده النّهضة.. وأمّا السيد حمادي الجبالي فقد أكد استقلاليّته  عن النهضة وأعلن أنّه سيقدّم ترشّحه للرّئاسة وان لم يكن مسنودا بهياكل ولا بحزب يدعمه ورغم إخفاقه عندما كان رئيسا للحكومة!
وبالنسبة إلى نداء تونس فتصريحاته متضاربة فهو تارة يدعم فكرة الرئيس التوافقي وطورا يرفضها.. فلماذا تحثّ الأحزاب الناخبين على الانخراط في صفوفها في حين انّ موضوع الرئاسة أصبح شبه محسوم ولو انّ الخداع السياسي قد يؤدي الى تقديم مرشّح توافقي غير منتظر!
أما الانتخابات التشريعيّة فهي موضوع شائك لأنّ أغلب الناخبين لم يسجّلوا أسماءهم لسببين اثنين: أوّلهما انّ أحزاب الترويكا التي وعدت التونسيين بالجنّة لم تنجز الاّ الفشل وعدم الاستقرار وغلاء المعيشة والارهاب، وكلنا نتذكّر كيف حاول «النواب المحترمون» الدّفاع عن جراياتهم وامتيازاتهم ومنحة التقاعد في حين أنّ زملاء لهم تسلّموا أموالا قذرة للانضمام الى أحزاب جديدة،  بينما فرض آخرون برنامج حزبهم في سنّ القوانين والدستور والمؤسسات الخاصّة مثل الحقيقة والكرامة والنظام الانتخابي!
إنّ ما جرى داخل المجلس التأسيسي ـ رغم وجود بعض النواب من الطراز الرّفيع ـ لم يقدم صورة ايجابيّة للشعب التونسي، كما انّ بعض المتشدّدين الديننين داخل المجلس أساؤوا لتونس ولشعبها وللدّين الاسلامي الحنيف..
لكن رغم كلّ هذه الكوارث، على النّاخبين التونسيين أن يسجّلوا أسماءهم في دفاتر الانخابات حتى لا نترك الباب مفتوحا أمام الديكتاتورية التي تهدّد بلادنا وكذلك أمام السياسيين الذين يريدون مواصلة استغلال الكراسي بعد ان تمتّعوا بملذّات القصور ومنافع المجلس التأسيسي...